لمن لا يعرف برامج the memont of truth هو برنامج لحظة الحقيقة الذى يذاع على قناة mbc فيه يقوم المتسابق بالاجابة على خمسين سؤالا وهو موضوع على جهاز كشف الكذب وفى الحلقة يتم اختيار 21 سؤالا منهم ليطرحوا عليه مرة ثانية امام الجمهور وأمام اهله واصدقائه وبعد اجابته يتم كشف ان كان صادقا ام لا
لاشك ان الاسئلة المطروحة تمس واقع هؤلاء المتاسبقين بشده فلم يضحوا بكشف اسرارهم
فى سبيل ماذا؟
فى سبيل الفوز بميلغ مالى وتزداد قيمته بعد كل مرحلة تزداد فيها صعوبة الاسئلة وحساسيتها بالنسبة اليه
فى البداية انتبهت للاعلان عن البرنامج
الذى يقول يطلب فيه من المشاهدين ان يتخيلوا سياسين شرفاء وأزواج مخلصين
وان نتخيل عالم بدون كذب
ويتساءل هل بقى من احد صادق فى تلك البلدة؟
وعندما صادفته ذات يوم وجلست لاتابعه هالنى ما رأيت فالمتسابقة تعلن امام زوجها وأمام الجميع أسرار يمكن أن تؤدى بانهيار زواجها
فى سبيل ماذا؟
أول ما دار بخاطرى وقتها ان بداخل كل منا ذاك الشخص الذى يملك كم ليس هين من الأسرار التى لا يعرفها غيره
والتى يعرف جيدا مدى تأثيرها على من أحبوه وظنوا انهم عرفوه أكثر من أنفسهم
وكم أحسست وقتها ان البوح بتلك الأسرار امام أحباؤنا أمر غاية فى الصعوبة
فكيف سنقف بين يدى الله ذات يوم ليحاسبنا على كل ما فعلنا وما لم نفعل وعلى ما طاف بخاطرنا وما ظنناه بالناس
وهو أعلم بنا ويعلم خفايا صدورنا
كيف سنعترف بتلك الذنوب التى اقترفناها ولا يعلمها غيره
يغامر هؤلاء بحياتهم وأسرارهم من أجل المال ولولاه ما افشيت تلك الأسرار
أما نحن نعرف اننا سنحاسب على كل شئ
امام خالقنا فكيف سنكون وماذا سنفعل ؟
امام خالقنا فكيف سنكون وماذا سنفعل ؟
لعل الله يكون أرحم بنا من انفسنا
خاطر أخر داهمنى بسبب ذاك البرنامج أيضا
كيف يعيش هذا الشخص الذى يملك كل هذه الأسرار مخفيا اياها داخله دون ان تعرف زوجته أو أمه به؟
هذه الأسرار لولا علمنا بمدى ما تسببه من ضرر ما كنا أخفيناها
فهل يستحق المال الجرح الذى تسببه أسرارنا لما احبيناهم واحبونا وتقبلونا بكل ما فينا؟
يأتى هؤلاء لدعمنا ليكتشفوا أن الأسئلة تمسهم بشكل مباشر كثير منهم يصدم من سماعه لتلك الحقائق
يصدم لانه كان يظن انه يعيش مع شخص يعرفه
ويكتشف أنه اخر من يعرفه
طرح مقدم البرنامج هذا السؤال هل تستحق دموعك زوجتك ان تغامر بها من أجل المال فتكون النتيجة انسحاب المتسابق من البرنامج
مكتفيا بمبلغ وقدره حصل عليه
ويظن انه بهذا الانسحاب قد أوفى تلك الدموع حقها
لكنى أظن ان ايفاؤه بحق تلك الدموع يكون بمصارحته لصاحبتها بكل ما فيه من عيوب او ذنوب
لكننا فى لحظة نخاف من ان نخسر ما قد حصلنا عليه
نبنى أعشاشنا على أشجار هاوية
ولا نعرف أنها قد تسقط بنا فى لحظات أعاصيرية
وعندها تكون الصدمة
ليس فى نوع الكذبة أو حجمها
لكن فى احساسنا اننا قد خدعنا وتوهمنا براءة شخص وعشنا معه على اساس اخر غير ما هو عليه
فى البرنامج لدى اهل المتسابق امكانية ان يتم تغيير السؤال اذا لم يريدوا سماع اجابته
ويحددوا هم ذلك بناء على مدى تأثير اجابته عليهم
وما ادرى ماذا سيستفيد احد عندما يهرب من مواجهة الحقيقة
أنها الحقيقة التى نهرب منها
فأين نهرب منها وهى واقعنا؟
من لم يرد سماع الحقيقة يغرس بيده بذور شك قاتلة بنفسه
اليس من الأولى أن نعرف الحقيقة كيفما كانت فلنواجها او نستريح من حمل انتظارها والتفكير فيها؟
هذه الاسئلة قد دمرت بيوت وقطعت علاقات وافسدت زيف دنيا كان هؤلاء يحيوها
ولا اظن ان الاسئلة هى السبب لكنه نحن من اخفينا حقائقنا
لحظة الحقيقة
حاولت من بعد هذا البرنامج ان اجلس مع نفسى بلحظة حقيقة اواجها بكل ما فيها حتى وان كنت انكره امام الناس
فالله مطلع عليا
فكيف سيحاسبنى وكيف سأخفى عليه ما بداخلى
فلأقف انا مع نفسى أولا فان خجلت منها أفلا أخجل من خالقى؟
لحظة الحقيقة
هى لحظة نقية جدا
لحظة صفاء مع النفس
لحظة تمحو كل ذنوبنا نبدأ بها صفحة جديدة من حياتنا على أساس سليم قوى
لحظة نسترجع فيها أنفسنا
نتخلص من أحمال نزيدها على ظهورنا فترهقنا
لحظة تجعل عيوننا لامعة
لكنها لامعة بصدق
فليبدأ كل منا بنفسه ويقف مع نفسه بلحظة حقيقة ومن أعطاه الله القوة ليفعل ذلك فليعطه من يفهمه ويقدر مشاعره ويسامحه
أنه طريقنا الى النقاء